يعتبر الأردن بموقعه الجغرافي المميز بين ثلاث قارات بوابة الشرق الأوسط ومن أكثر دول العالم جذباً للاستثمارات الطبية والمنتجعات الاستشفائية وتوفيره لعدة مزايا منها السياحة العلاجية والمنتجعات الصحية والبحوث الطبية الحيوية وإنتاج ومبيعات المعدات الطبية وإنتاج المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة والتي تستخدم كعلاج لعدد من الأمراض الجلدية ومستخلصة من البحر الميت وغنية بالمعادن الطبيعية المركزة.

وتعد وفرة الكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة من إحدى أهم مقومات تطور السياحة العلاجية في الأردن حيث وصل عدد الأطباء إلى ما يزيد عن 25 ألف طبيب حاصلين على تعليم أكاديمي مميز في الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة وألمانيا وغيرها من دول العالم، بالإضافة إلى وجود الكوادر التمريضية المؤهلة والمدربة على تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى.

وتعمل الحكومة الأردنية على تشجيع وتعزيز الإستثمار في القطاعات الصحية والاستشفائية من خلال مؤسسة تشجيع الاستثمار التي تهدف إلى تسليط الضوء على دور فرص الاستثمار في الأردن في مختلف القطاعات، وزيادة أعداد المستثمرين ومن ضمنهم مقدمي الخدمات الطبية.

ومن أكثر ما يميز الخدمات الطبية في الأردن هو تنافسية الكلفة والجودة العالية للخدمات الطبية المقدمة حيث يعتبر الأردن الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السياحة العلاجية. وتطبِّق جميع المستشفيات في الأردن برامج مكافحة نقل العدوى والتي اثبتت فعالياتها خلال الربيع العربي حيث عالج الأردن ما يزيد عن 100 ألف جريح ومريض من عدد من الدول العربية المجاورة في فترة زمنية تعتبر قياسية طبياً وبحيث لم يتم تسجيل أي انتشار وبائي للأمراض السارية والمعدية على الرغم من حقيقة انتشار الفيروسات والبكتيريا بين المرضى والجرحى خلال الحروب بشكل كبير.

إن المملكة الأردنية الهاشمية من أكثر الدول اهتماماً بالصحة حيث ينفق الأردن ما نسبته 9% من الناتج المحلي الاجمالي على الصحة.

السياحة العلاجية والاستشفائية

يصنف الأردن من ضمن أفضل عشر دول في مجال السياحة العلاجية عالمياً ولهذا السبب يبذل القطاع الصحي الخاص جهوداً كبيرة للحفاظ على هذا الانجاز من خلال المحافظة على المرضى الذين يأتون للعلاج في المملكة، حيث تبنت معظم المستشفيات الأردنية برامج ضمان الجودة وخطت خطوات متقدمة في سبيل تطوير النظام الصحي، حيث حصلت 9 مستشفيات على الاعتمادية الدولية بالإضافة الى وجود 5 مستشفيات يطبقون برامج أفضل الممارسات الخاصة بالخدمات الصحية تمهيداً للحصول على الاعتمادية الدولية. وقد تم إنشاء مجلس اعتماد المؤسسات الصحية الذي يهدف إلى تطوير الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الأردنية ومنحها الاعتمادية المحلية حيث يوجد 12 مستشفى معتمد منهم.

تعتبر الكلفة بالإضافة إلى جودة الخدمات الطبية من أهم الميزات في جعل الأردن مركزاً للسياحة العلاجية، وتعتبر أسعار الخدمات الطبية في الأردن منافسة جداً وأقل من مثيلاتها في دول أخرى.

بالإضافة إلى المميزات التي يتمتع بها الأردن من حيث سهولة الاتصالات والمواصلات منه وإليه والاستقرار والتشريعات الخاصة بالقطاع الصحي وتنافسية الأسعار، فقد استثمر الأردن في بناء مستشفيات مجهزة تجهيزاً جيداً لتصل إلى أعلى المعايير الدولية وهي تسعى دائماً للحصول على أحدث التكنولوجيا الطبية المستخدمة ويوجد لديها أحدث أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وأجهزة المسح الضوئي والمعدات الطبية النووية… الخ

ومن الجدير بالذكر أنه وخلال العام 2012 حصل ما يقارب 250,000 مريض من مختلف العالم على الخدمات الطبية في المستشفيات الأردنية، وشكلت هذه النسبة 23 % من مجموع المرضى الذين قدمت لهم الخدمات العلاجية في المملكة. كما تجاوز إجمالي الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار دولار أمريكي، واختلفت أنواع الخدمات الطبية المقدمة للمرضى من خارج الأردن وشملت معظم التخصصات كأمراض القلب والأعصاب وجراحة العظام والسرطان وأمراض العيون وعلاج العقم وغيرها.

كما ويشتهر الأردن بوجود المنتجعات الاستشفائية الطبيعية والتي تحتوي على المياه المعدنية والشلالات الحارة الممتدة من منطقة الحمِة الأردنية شمالاً وصولاً إلى مدينة العقبة على شواطئ البحر الأحمر جنوباً، ويوجد في الأردن أكبر منتجع صحي طبيعي في العالم وهو البحر الميت والذي يُعد أخفض بقعة بإنحدار يصل الى 427 متراً تحت سطح البحر. وتتميز هذه المنتجعات الطبيعية بوجود عدد كبير من الاستثمارات العالمية والتي تشمل الفنادق فئة الخمس نجوم ومراكز العلاج الطبيعي التي تُلبي المعايير العالمية من ناحية الحداثة والتجهيز والخدمات الفندقية والعلاجية الاستشفائية المقدمة.

وبالإضافة إلى هذا العدد الكبير من المنتجعات الصحية والفنادق في الأردن، تستخدم منتجات البحر الميت الطبيعية والتي يتم استخلاصها من مياه البحر والغنية بالأملاح المعدنية الطبيعية في علاج الكثير من الأمراض الجلدية وهي من أهم العناصر الطبيعية التي تستخدمها الفنادق والمنتجعات في خدمة وعلاج مرتاديها من السياح والأردنيين على حدٍ سواء.